..
دَعْنِي أُقاسِيْ آلآمِ الوَجَعِ معَ ذاتِيْ
فَـ/ الحُزنُ قدْ رَكَلَنيْ علَى قارِعَةِ الطَريْقْ
والأَلَمْ لمَ يُبقِ لِيْ أيَ صَدِيْقْ
فَـ/الجَمِيعُ قدْ رَحَلَ بعِيدَاً عَنِيْ
خَشْيَةً أنْ أُصِيْبَهُمْ بِما أصَابَنِيْ
رُغْمَ أنَ كُلَ ماأصَابَنِيْ
كَانَ بِسَببِ تضْحِيَتِي مِنْ أجْلِ إسْعَادِهِمْ
عَجَبَاً لِبَشَرٍ تُقَاسِيْ مِنْ أجْلِهِ الهُمومْ والآلآمْ
وتَشْتَرِيْ الوجَعَ مِنْ أجْلِ أنْ لايُصِيبُه
وفِيْ النِهَايَةِ يرْحلُ بعِيدَاً عنْكَ
بعِيدَاً عَنْ عالَمِكْ
بعِيْدَاً حيثُ المَجْهُولْ
بَلْ عَجَباً لأولَئِكَ الذيْنَ
تنَاوَلتُ لأجْلِهِمْ وَجْبَةَ الوَجَعِ
المُتَبَلَةِ بِحَرارةِ الدَمْع
وفِيْ النِهَايَه لاأجِدُ أيْضاً
سِوَى البُعدُ والْرَحِيلْ
يابُعْد لمْ يتَبَقَ لِيْ صدِيقٌ سِوَاك
وأَشْعُرُ بِأنَكَ يومَاً ما ستبعِدُ عَنِيْ أيضاً
وسَتَرحَلْ كما رَحَلَ السَابِقونْ
يابُعْدْ..أخْشَى أنْ تدُوْرُ بِنا الأَيًام
فَأرَى نَفْسِيْ وحِيْدَه
أَخشَىْ يابُعْدْ..أنْ أتَأمَل مِرآة الزَمَنْ
فأرَى الشَيْبَ قدْ رَسَمَ مَلامِحَهُ فِيْ تفَاصِيلِ شَعْرِيْ
بَلْ أخْشَى يابُعْد
دٌمُوعَ العَيْنْ..وتِكْرَارِ أوْجَاعَ السِنِيْنْ
يابُعْدْ..أدْرِكُ أنَ المسَافَةِ الفَاصِلَةِ بيْنِي وبينِكْ
أضْحَتْ تَزْدَادْ كٌلَمَا تقَدَمَ بِيَ العُمْر خَطوَةً لِلأمَامْ
يابُعْدْ..أدرِكُ بأنَ الشَبَهَ بينَكَ وبيْنَ السَرَابْ
هوَ أنِيْ أرَاكَ وعِنْدَما أقتَرِبْ مِنْكَ لا أَجِدُ شَيْئاً