**خاطرة عن الحب و الايمان في غرفة القلب**
**الكثير من البشر تكلموا عن القلب**
**عن الايمان**
**عن الحب**
**عن المشاعر **
**عن الألم **
**و لكن **
ماذا يحصل بالقلب حقّا ؟
و لماذا عندما نحب نلتفت الى القلب؟!!
القلب !
و ما أدرك ما القلب ؟!
كل ما حصل و كل ما سيحصل ينعكس و سينعكس على هذا القلب المسكين و يترك بصمته فيه...
كل الأحاسيس الجميلة المتوهحة أو الحزينة الذابلة مكانها في القلب !
و نحن سنحاسب في النهاية بم تكتسبه قلوبنا
و الله الرحيم الكريم ينظر الى قلوبنا و أعمالنا و ليس الى وجوهنا و أجسادنا
تخيلوا أن لقلوبكم نسخة في كل لحظة بل و في كل ثانية في العالم العلوي في سماء ما
لا يعلم بمكانها الا علّام الغيوب
و تصوّروامعي أن الله يراكم من خلالها فقط
هو في الحقيقة لا يهمه مطلقا جمال وجوهكم و حسنها أو قبحها حتى
فالحسنات تضيء القلب و تصقل مراياه و تلمعها
و السيئات بدخانها الأسود النتن توسخه بالبقع القاتمة المظلمة
و تشوّه مراياه على المدى البعيد لتترك غباشا مزعجا
في الحب تفتح نافذه (على حسب مقداره و حجمه ) في جدار هذا القلب
ليتسلل الى داخله بعض النور
و هذا مؤلم
لأن جدارا ما هنا يتهدّم من أجل فتح تلك النافذة
الا ترون أن متعة الحب هي في اكتشافكم لخبايا أنفسكم أنتم
و التي يستحيل عليكم اكتشافها بدون الحب ؟؟!
و أنه في الحب سواء أكان هذا الحب يختص أحدا من البشر أو كان لخالق البشر
فأن هذا الضوء المتسلل يعمل عمل الشمعة في الكهف
فان تمكّن حب الله من القلب في نهاية المطاف
و هذا هو الحب الخالد الحقيقي الذي وجدنا لأجله
صار القلب مرآة تعكس نور الله على الكون
و تحوّلت كل صفحة من صفحات هذا القلب الى مرآة عاكسة لنور الله
و كلما كان في القلب صفيحات زادت الأشعة المنعكسة
و كثرة الصفيحات من كثرة الآلام
و التي كسّرت في الواح هذا القلب المسكين و لكن انتبه! .... المتوهج أيضا
فلتفرحوا بآلامكم اذن و لترضوا بها
افرحوا بها و اهربوا من القسوة حيثما وجدت هربكم من الطّاعون
و اعلموا أنه كلما زادت النوافذ المفتوحة في جدار القلب كلما زاد التوهّج في الداخل
بل و كلما تلاشت النوافذ على كثرتها وتحول جدار القلب الى نافذة واحدة
كلما تحول هذا القلب الى شيء يشبه المصباح الزجاجي المشع بالنور
بسم الله الرحمن الرحيم
الله نور السماوات و الأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركةزيتونة لا شرقيّة و لا غربيّة يكاد زيتها يضيء و لو لم تمسسه نار نور
على نور يهدي الله لنوره من يشاء و يضرب الله الأمثال للناس و الله بكل شيء عليم
صدق الله العظيم
الزجاجة كأنها كوكب دريّ
المقصود هنا قلب المؤمن
ما معنى لا شرقيّة و لا غربيّة ؟
معناه أنّ نور الله منتشر في كل الأنحاء و لا تحّده الأبعاد و الجهات
فان كان لأحد من البشرأيّا كان فضل عليكم في فتح نافذة لكم في جدار قلوبكم
فلا تبخلوا عليه بأن تضعوا توقيع اسمه على النافذة تلكم التي فتحها لكم
بل خطّوا اسمه الغالي على النافذة تلكم بماء الذهب لأنه يستحق هذا منكم !
و لا تقابلوه يوما بالنكران أو الجحود ان لم يستطع أن يمد الجسور بين قلبه
و قلوبكم ليسكّن و يبرّد الألام
فحسبكم منه حينها أنّه وهبكم تلك النافذة الذهبيّة
لأنها بوّابة لمرور النور و الأمل حقّا
و الله جلّ في علاه عنده البرد و السكينة لآلامكم جميعها
و حسبكم بأته لا تكون الراحة الذيذة الا من بعد الألم القويّ
و الى أن تتحول قلوبنا الى مصابيح
أسأله تعالى أن يجبر خواطرنا و تلين قلوبنا بدون توقف
جميعنا هنا برحمة منه و فضل
آمييييييييين
يا رب العالمين
و ان حصل و نظرتم الى قلب من قلوب هؤلاء المؤمنين
الذين تحوّل قلبهم الى مصباح متوهّج
و عبرتم حاجز المادّة لديه
بعد أن خلعتم عنكم أيضا رداءكم الترابي
و خففتم عن انفسكم أيضا من عبء المادّة لديكم
لا تستغربوا ان لاحت لكم جنّات الله في قلب هذا المؤمن **